Tuesday, January 8, 2008

"حين ميسرة" ..حين يصبح العبث فناً!



تابعت في أكثر من برنامج تليفزيوني بعض اللقاءات مع طاقم هذا الفيلم وخاصة المخرج خالد يوسف ,وبغض النظر عن محتوى هذا الفيلم أو غيره من أفلام خالد يوسف , ودون الخوض في شخصية هذا الرجل , فإن أكثر ما الم مرارتي المسكينة , واوشكها على الانفجار , وأثار استفزازي الى قصى درجة , هو اقتناع المسئولين عن هذا العمل اقتناعاً تاماً بانهم يجاهدون في سبيل الله والوطن بمثل هذه الأعمال .. وأنهم يساهمون في مهمة اخلاقية تنموية اصلاحية ... الخ ـية ..

فـردّاً على طلب الدكتور عبد الصبور شاهين بتحويل طاقم هذا الفيلم للتحقيق بتهمة نشر الفساد والشذوذ الجنسي , قال خالد " ازاي يحكم على حاجة ماشفهاش ؟؟؟!!" "بقى ده اسمه كلام؟؟!" "لازم يشوف عشان يقدر يحكم صح!!" .. وكأن د.عبد الصبور سيكون رد فعله بعد مشاهدة الفيلم "اه انا أسف يا خالد يابني , لا لا انا كنت فاكر مشهد الشذوذ ملوش لزمة في الفيلم ! , اتفضل يا خالد يابني , وانطلق على بركة الله " .

شخصياً .. أتفق مع رأي د.عبد الصبور في كون هذا العمل ومثله من الأعمال "إشاعةً للفاحشة" , وأختلف معه في رد فعله .

وأعلم ان الكثيرين منكم قد يخالفوني الرأي في هذا .. فاسمحوا لي أن اقول رأيي المتواضع في هذا الموضوع .

على الرغم من انكار خالد يوسف لكون موضوع الشذوذ الجنسي هو الموضوع الاساسي الذي يعالجه الفيلم , الا أن هذا الموضوع بالذات هو سبب كل الضجة والجدل حول هذا الفيلم , كما أن اسلوب عرض خالد يوسف له كان بفجاجة ليست لها سابقة في السينما المصرية ..

قد يقول الكثيرون " وهل ندفن رؤوسنا في الرمال؟؟!" و "لابد من تسليط الضوء ومعالجة كل مشاكل مجتمعنا بشفافية وصراحة" ..

أنا فنان .. و اؤمن تماماً بقوة الفن , و دوره المحوري في تكوين الثقافة والحضارة الانسانية ..ولكن

في رأيي أن موضوع الشذوذ من المواضيع الشائكة والخطرة , والتي يجب التعامل معها بنفس اسلوب التعامل مع فيروس خطير .. يتم التعامل معه في مختبر مغلق ومعقم , وتحت اجراءات وقائية مشددة , وهذا لا يعوق بأي شكل من الاشكال الأبحاث والدراسات والتجارب لعلاج هذا الفيروس .. وليس في العلن و بتعريضه لكل الناس على اختلاف مناعاتهم .

و أعتقد أن مصر ولله الحمد بها أقل معدلات الشذوذ مقارنةً بالدول المجاورة , ولكن هذا لا يمنع ان نفسية كل افراد شعبها ليست سليمة مائة بالمائة .

على حد علمي , فان القالب الجنسي للانسان (والشخصية بشكل عام) قابل للتشكل بحسب المعطيات المحيطة , فكل مايراه الانسان ويسمعه يومياً يؤثر في تشكيل هذا القالب . وتختلف قابلية التشكل هذه من انسان لإنسان .. فالانسان لا يولد سوياً أو شاذاً , بل تتشكل شخصيته بناءاً لما يتعرض له من مؤثرات وتجارب .

ولقد قرأت في السابق لأحد الشواذ جنسياً يحكي تجربته , وكيف أن حياته تحولت تماماً بعد ان كان انساناً سوياً , وقرر الاعتراف (والاستسلام) لشذوذه , بعد مشاهدته لفيلم (ألكسندر Alexander ) الشهير , رغم ان الشذوذ لم يكن موضوع الفيلم .

يظن خالد يوسف أنه حقق نقطة ايجابية بتسليط الضوء على هذه المشكلة , ولكنه حقق الى جانبها ألف نقطة سلبية بتأثيره الغير مباشر في نفسية المشاهدين .

ما أريد أن أقوله , هو ان المعالجة الفنية لمثل هذه القضايا الخطيرة , لا يكون بمثل هذه الطريقة .

واذا أردنا استخدام الفن في معالجة هذه المواضيع , فيجب أن يتم ذلك بحذر شديد , وبطريقة مدروسة وموجهة , مع مراعاة الشريحة المستهدفة , والتوابع النفسية الناجمة عن هذه المعالجة .

17 comments:

Anonymous said...

الله يفتح عليك

Anonymous said...

المشكله في موضوع نشر المشاكل والمصائب دون نقدها ودون ان تقدم حل.. ودون حتى من انك تحذر من نتياجها.. انك بتعمل العكس.. بتكسر حته الخجل الاجتماعي للي عنده مشكله ما.. بمعنى هيحس انه عادي.. وانه مش لوحده ويحصل الف للغلط..

في حلقه لعمرو اديب مع ابطال الفيلم ..

ده تعليقه
http://youtube.com/watch?v=Ja48rpjplgE&feature=related

ودي الحلقه .. وفي 3 اجزاء كمان ..
http://youtube.com/watch?v=pKAZ6Bru9Lk&feature=related

تحياتي طاهر

Anonymous said...

شاهدت جزء من الحلقة مبارح وكان هناك ناقد يشبه حضرتك أخي أشرف :) لكن لم أشاهد الفيلم لكي أحكم عليه

Anonymous said...

أنا لست مفكرة أو ناقدة أو فنانة. أنا مجرد زوجة ذهبت مع زوجي إلى السينما و شاهدت الفيلم و إليكم انطباعي أنا و زوجي و تأثير هذا الفيلم علينا. خرجنا من السينما و نحن نفكر في مشاكل هذه الطبقة و كيف يمكننا أن نساهم في حل المشكلة و لو بتعريف أصدقائنا بهذه المشاكل. قلنا أننا يجب أن نشكر الله في كل ليلة ينام أبناءنا في فراشهم و هم شبعى و دافئين. و ظللنا نناقش كل موقف و كل مشهد من الفيلم و كلما تذكرنا مشهد تألمنا لمآسي هؤلاء الناس. أما بالنسبة للمشهد المثير للجدل فقد كان ليزيد آلامنا و تعاطفنا مع هذه المسكينة التي لم تجد ملجأ تأمن له مع رجل أو امرأة. و لم يتعدى المشهد على ما أعتقد أكثر من 30 ثانية.

Sara said...

هو ال 30 ثانية اللى بيعرض فيها مشهد الشذوذ تفتكر كان قصده فيها انه يعالج المشكلة اعتقد مش ده القصد القصد ان يقول اهي المشكلة موجودة اهي متستخبوش

فنان مسلم said...

--------- طه
كلام سليم يا طه
عدم التعامل بحذر مع المشاكل الحساسة بيخلق نوع من التطبيع معاها وبالتالي خطوة في الاتجاه الغلط , والحلقة ممتازة انا استمتعت بمشاهدتها وقعدت اضحك على عمرو أديب في الاول :D

---------واحدة شافت الفيلم
شكراً على التعليق
أعتقد انه كان ممكن جداً يا فندم حضراتكم توصلوا لنفس النتيجة الايجابية دي بطرق تانية كتير , تجنب المجتمع الاثار السلبية المترتبة عالفيلم

-------------sara
أهي كلمة "متستخبوش" دي هي المشكلة كلها يا سارة
أعتقد ان "اختباء" مث هذه المشاكل هو جزء من علاجها
كما قلت سابقاً , بعض المشاكل الحساسة يجب أن تعالج بخصوصية وحذر وخاصة انها لم تتخذ شكل (الظاهرة) بعد.
حيث أن ظهور هذه المشاكل واعتياد الناس على رؤيتها , وخلق التعاطف مع اطرافها , له تأثير خطير على الحد منها , وبترها من المجتمع

Anonymous said...

انا شايف ان اللى عايز ينقد اى موضوع فى زماننا ده المفروض يكون محدد ومركز فى المبادئ الاساسيه فقط وليس المشكله الطارئه الحاليه لأن اخواننا البعدا شطار جدا فى السفسطه و تتويه الموضوعات الهامه..اقصد مثلا ليه ما حدش بيناقش هل هدف الفن السينمائى هو عرض المشاكل فقط ؟؟ والا المفروض يبقى له رؤيه للحل.. و هل يوجد اى فكر علمى يقول بجدوى طرح المشاكل الحساسه دى على غير ذوى الاهليه سواء من غير المثقفين او من صغار السن؟؟يعنى هل ممكن حد فينا يعرض مشاكله العاطفيه مثلا على بواب العماره او ابن الجيران اللى فى ابتدائى؟؟.... طيب وهل مفيش طريقه للعرض تكون بطريقه محترمة و مؤثرة؟؟ وهل احنا اساسا متفقين على ضرورة وجود سقف للحرية التى يتم انتهاكها عن طريق اعلان مفاجئ فى الفواصل التلفزيونيه؟؟..طيب ولو حصل وحد انتهك تلك الحريه..مطلوب مننا نعمل ايه غير اننا نبطل نتفرج على التلفزيون؟؟...حد عنده اجابه تشفى غليلي ؟؟

Anonymous said...

كلامك سليم جدا يا فنان مسلم !
أنا أؤمن جدا بإن المواضيع السلبية دى ماتيتحليش إلا بالإعتراف بيهاومواجهتها من غير مانهرب منها ومن غير مانحس بالخجل الفظيع فى الكلام عنها.
الفن وسيلة مهمة لنقل الصورة و مش كدة بس لازم يلاقى حل أو يقول يا ناس نحل إزاى ولازم يعرضها بصورة سوية و راشدة خصوصا فى المواضيع الحساسة اللى ممكن تضر الناس الغير سوية,الغير راشدة والغيرالعاقلة وتجيب نتيجة عكسية سواء مع المريض جنسيا أو الطبيعى الغير راشد.
أنا ذهلت لما عرفت إن الفيلم مأعلنش إنه للكبار فقط!!!!
و باتفق جدا مع عمو خالد على إعلانات الفواصل المخجلة و مشاهدتها فى وجود الأطفال بجد حراااام عليكو تكسروا براءة الأطفال!
حسبي الله و نعم الوكيل.

فنان مسلم said...

عمو خالد ---------------
كلام سليم
ولو اني برضو مقتنع ان الفن مش مهمته يخلق حلول مباشرة , مجرد عرض المشاكل بصورة موضوعية ده خطوة كويسة نحو حلها .. لكن مش المشاكل الحساسة اللي زي دي

----------------jue
نورتي المدونة :)

موضوع الكبار فقط ده على فكرة مباش يفرق خالص.. السينمات كلها اطفال دلوقت .. ربنا ينتقم من اللي كانوا السبب

Anonymous said...

عجبا لهذا الزمان ... زمان تمجيد الفاجر - يمجدون الفاجر على فجرة ويصفقون له ويحيوه على أعماله السيئه بل و يعايرون من ينتقده و يتهمونة بالتخلف و الدونية و يلقون فى وجهه تهما جذافا و أنة حاقد أو كاره للنجاح أو متخلف وغير متحضر أو يدفن رأسة فى التراب كالنعامة و يريدهم أن يفعلوا مثله ... إلى آخرة

حسبي الله و نعم الوكيل

طاهر said...

أتفق معك فيما ذكرته ولكن لي مأخذ ففي السطر 29 ذكرت ا، الانسان لا يولد سويا أو شاذا .. وهذه عباره غير صحيحة فالانسان يولد سويا بل في أحسن تقويم ثم بعد ذلك تغيره الظروف المحيطة به مش كده ولا أيه..

emz said...

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يا اخى الفنان المسلم
انا دخلت الفيلم
و اقدر اقللك ان الفيلم بيقدم مشاكل طبقة موجوده بس احنا مش حاسين بيها و هى الناس اللى عايشين فى العشوائيات
و انا بتفق معاك على ان المشاهد الجنسية عامة مش بالذات الشذوذ المفروش متتعرضش بالصورة دى .. بس الصراحة لما يكون الفيلم 95% منه هادف و الباقى قلة ادب
يبقى منمسكش فى ال5% و نقول عالفيلم كله عبث
و بعدين من حسب فهمى حضرتك مدخلتش الفيلم اصلا
مبقلش منعترضش .. لا نعترض
و نقول عايزين سينما نضيفة
بس فى الاخر برضه نكون منصفين
و الفيلم فعلا من الافلام اللى على درجة كبيرة من الواقعية
و انا بعتبره من الافلام الهادفة
اللى احسن من افلام كتير تانية كوميدية مثلا الواحد يدخل و يطلع و انبسط فى الساعتين دول و خلاص

تحياتى

خالد العاقل said...

اسمحوا لى اعلق على EMZ
و اعترض معه على موضوع النسب المئويه للجيد والفاسد من الفيلم..وارى انه غالبا نسبة ال 5% الفاسده فى الفيلم بتكون مؤثره وتترك انطباع اجمالي سلبى ودائم على المشاهدين وفى الحاله دى تبقى افلام الترفيه الكوميديه اللى مالهاش اي تأثير احسن بكتير.
كما اؤكد على تعليق (طاهر) فى ان الانسان يولد على الفطره السليمه
واخيرا اختلف مع (الفنان)فى ان وظيفة الفن الأساسيه هو عرض المشكله.. هو فيه حد فى مصر ما يعرفش كل مشاكلها مشكله مشكله ؟؟

emz said...

عمة خالد ..
افهم من حضرتك ان الواحد يخرج من فيلم بيعرض مشكلات طبقة قد نكون احنا اصلا مش واخدين بالنا من وجودها و بيقدم رسالة عشان فيه 5 % مش كويسين فالفيلم ده يتعلم عليه اكس كبيرة من اوله لاخره و ان الافلام التانيه الفاضية اللى مبنخرجش منها بحاجه تبقى احسن ؟
يعنى ايه 5% يطغوا على باقى محتوى الفيلم ؟

خالد العاقل said...

اولا هون عليك يا EMZ
احب اوضح واجاوب على سؤالك (ازاى 5% يطغوا على باقى محتوى الفيلم)يعنى اللى خارجين من الفيلم تلاقي مش معلق فى ذهنهم مشكلة العشوائيات ولا بيفكروا فى حل مشاكلهم لكن بتكون قناعاتهم بتقبل تلك الالفاظ البذيئه و الشذوذ والزنا والمخدرات الخ واعتبارها شيئ اصبح عادى وموجود فى حياتنا احنا كوضع عادى وليس وضع شاذ ننفر او نشمئز منه.

Osama Sherif said...

السلام عليكم

أحييك على كلامك في الموضوع ده
فعلا قلت اللى كان نفسي اقوله
بس بأسلوب احسن كمان
وعجبني جدا تشبيه الموضوع بعلاج الفيروس

Asmaa mahaba said...

للاسف الشديد عجز اعلامنا على تقديم نوع من السينيما الهادفه وعجز عن التعبير عن المشاكل التى يعانيها المجتمع بطريقه محترمه وغير مبتزله...للاسف الشديد كان من الممكن عرض مثل هذه المشاكل لكن دون تبريرها ودون اظهارها بطرق فاضحه كان يمكن التنويه عنها فقط وايضاح حلها ووضع حدا لها لكن للاسف لدينا ناس يسيرون تبع خالف تعرف ويحبوا الطرقعه والشهره